أوليسترا Olestra : فوائد ومخاطر الدهون الاصطناعية في الأغذية

المقدمة:

تمثل الدهون جزءاً أساسياً من نظامنا الغذائي، وتلعب دوراً هاماً في توفير الطاقة وامتصاص الفيتامينات الدهنية الذائبة في الماء، وتعزيز الشعور بالشبع. ومع ذلك، يعاني العديد من الأشخاص من مشكلة زيادة الوزن والأمراض المرتبطة بالدهون، مما دفع العلماء والمهنيين في مجال الصناعات الغذائية إلى البحث عن بدائل للدهون التقليدية.

واحدة من هذه البدائل هي مركب يُعرف باسم “أوليستـرا أو أولسترا”. فالأوليسترا هو عبارة عن مركب كيميائي يستخدم كبديل للدهون في بعض المنتجات الغذائية. تم تطويره لتقليل محتوى الدهون في الأطعمة دون التأثير على الطعم أو القوام، مما جعله يستخدم في مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية و يُستخدم عادة في تصنيع الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة، ولكن مع ذلك، تثار أسئلة حول سلامة استخدامه وتأثيراته على الصحة.

ومع ذلك، تثير الأبحاث بشأن أثر أوليسترا على الصحة بعض القلق، حيث يمكن أن يؤدي استهلاك كميات كبيرة منه إلى آثار جانبية مثل الإسهال وفقدان الفيتامينات الدهنية القابلة للذوبان في الماء. وبسبب هذه القضايا، تم حظر أوليسترا في بعض البلدان وتقييده في الآخرين.

في هذا المقال، سنستكشف المزيد عن أوليستـرا ، بدايةً من تاريخ اكتشافه وحتى الآثار الصحية المحتملة لاستهلاكه.

التاريخ وعملية تطوير الأوليسترا :

تم اكتشاف الأوليسترا في أوائل الثمانينات من قبل الشركة الأمريكية بروكتر آند غامبل  Proctor and Gamble. تم تطويره بغرض تقليل محتوى الدهون في الأطعمة دون التأثير على الطعم أو القوام، وذلك باستبدال الدهون بمركب يتكون من جزيئات صغيرة غير قابلة للامتصاص في الجهاز الهضمي. و الأوليسـترا هو بديل للدهون لا يضيف أي سعرات حرارية قابلة للاستقلاب إلى المنتجات. وقد تم استخدامه في إعداد الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، وبالتالي خفض محتواها من الدهون أو التخلص منها.

وافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) في الأصل على استخدام الأوليسـترا في الولايات المتحدة كبديل للدهون والزيوت في الوجبات الخفيفة الجاهزة للأكل في عام 1996و لكن في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فقدت الأوليسـترا شعبيتها بسبب الآثار الجانبية المفترضة وتم التخلص منها تدريجيًا إلى حد كبير، ولكن لا يزال من الممكن شراء المنتجات التي تحتوي على المكون من متاجر البقالة في بعض البلدان. و اعتبارًا من عام 2023، لم يتم بيع أي منتجات في الولايات المتحدة يدخل زيت الأولسترا في إنتاجه.

و نظرًا لاحتواء الأوليسـترا على مجموعات وظيفية من الحموض الدهنية (الاحماض الدهنية)، فإن الأوليسـترا قادر على إذابة الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، مثل فيتامين د وفيتامين هـ وفيتامين ك وفيتامين أ، إلى جانب الكاروتينات. تفرز العناصر الغذائية القابلة للذوبان في الدهون المستهلكة مع منتجات الأوليسـترا مع جزيئات الأوليسـترا غير المهضومة. ولمواجهة هذا الفقد في العناصر الغذائية، يتم تحصين المنتجات المصنوعة من الأوليسـترا بالفيتامينات القابلة للذوبان في الزيت.

استخدامات وتوافر المنتج:

تم استخدام أوليسـترا في صناعة الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة، حيث يمكن العثور عليه في الرقائق والمقرمشات والوجبات المعلبة. يتيح استخدام أوليسـترا للمصنعين تقديم منتجات غذائية ذات طعم رائع مع تقليل الدهون بشكل كبير.

الآثار الصحية للأوليسترا:

رغم فوائد استخدام أوليسترا في تقليل الدهون في الأطعمة، إلا أن هناك مخاوف صحية تتعلق بتناوله. واحدة من أبرز هذه المخاوف هي آثاره الجانبية على الجهاز الهضمي، حيث يمكن أن يسبب الإسهال والتشوهات في الجهاز الهضمي لدى بعض الأشخاص.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن فقدان الفيتامينات الدهنية القابلة للذوبان في الماء بسبب استخدام الأوليسترا، مما قد يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية في الجسم.

تم حظر الأوليسترا في بعض البلدان وتقييده في الآخرين بسبب هذه المخاوف الصحية، مما يظهر التوازن الحساس بين الفوائد والمخاطر في استخدامه.

الخلاصة:

يُعد الأوليسترا مثالاً على كيفية استخدام التكنولوجيا في صناعة الأغذية لتلبية الاحتياجات الغذائية وتحسين الصحة العامة. ومع ذلك، يجب أن يتم التعامل مع هذه البدائل بحذر، مع التركيز على الأبحاث الدقيقة حول تأثيراتها الصحية وتقييم مخاطرها المحتملة قبل استخدامها على نطاق واسع في المنتجات الغذائية.